على الرغم من أنّ الجدل بين تونس والجزائر حول السيادة لم يهدأ بعد، إلا أنّ الضغوطات تتزايد على الرئيس التونسي لتصليح العلاقات مع المغرب. تواصلت الانتقادات من قبل الطبقة السياسية التونسية لما وصفته بتوجيه الجزائر لتونس لحثها على معاكسة المغرب. وفي الأيام القليلة الماضية، طالب ناجي جلول، زعيم حزب سياسي، السلطات التونسية بحماية سيادة البلاد من خلال العودة إلى الحياد الإيجابي في النزاع بشأن الصحراء المغربية.
وكانت تونس، بقيادة الرئيس قيس سعيّد، قد أثارت استياء المغرب عندما استقبلت رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية خلال قمة اليابان وأفريقيا في صيف عام 2022. عندها استدعى المغرب سفيره من تونس، بينما عزّزت الأخيرة تصريحاتها المثيرة للجدل بتصعيد الأمور عبر استدعاء سفيرها وتحالفها مع النظام العسكري في الجزائر.
![](https://t9dya24seven.com/wp-content/uploads/2024/04/Naji-Jloul-Tun.jpg)
الدكتور ناجي جلول رئيس حزب الائتلاف الوطني التونسي
وقال جلول، رئيس حزب التحالف الوطني، في تصريح لموقع الأخبار هسبريس: “يجب على السلطات التونسية أن تتخذ موقفاً يحافظ على الحياد الإيجابي على الأقل، لأن هناك إمكانية لحل هذا النزاع (قضية الصحراء) الذي يعتبره المغرب قضية تاريخية سيادية مصيرية وليس مجرد قضية سياسية و اقتصادية”.
وأضاف: “جلول :أرى أن للمغرب حقوقاً تاريخية في الصحراء. لذلك، الحل ممكن من خلال الجلوس على طاولة التفاوض، وكان يجب على تونس أن تكون وسيطاً”.
وعلى تونس أن لا تلتزم بتوجيهات الجزائر في تقويض قيام اتحاد المغرب الكبير. وقال ايصا: “أنا أؤمن باتحاد المغرب الكبير وتابع القول. نحن خمسة دول مستقلة ولا ينبغي لأحد أن يمارس الولاة على الآخر”.
وقد أعلن الرئيس الجزائري تبون عن عمله لإنشاء كيان مغاربي جديد وقال إن تونس وغرب ليبيا اتفقتا على ذلك. ولكن سرعان ما نفت السلطات الليبية الشرقية والغربية أنهما وافقتا على مخطط يهدف إلى استبدال “اتحاد المغرب العربي” المعروف باتحاد جديج بدون المغرب.
ولم تتفاعل تونس بعد مع تصريحات تبون. ومع ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الإقليمية أن قيس سعيّد قد تخلى عن زيارة لنواكشوط بعد أن ابتعدت موريتانيا عن مخططات تبون لإنشاء كيان سيخدم الأجندة الهيمنة الجزائرية في المنطقة.
وغالباً ما تندد التحليلات التونسية بحقيقة أن بلادهم تقتصر الآن على أن تكون دولة عميلة للجزائر حيث تعمل على تنفيذ اجندة النظام العسكري القمعي الجزائري وتعمل على عقاب و اعتقال وقمع المعارضين التونسين مثل سليمان بوحفص
وتظهر الحالة التونسية أيضاً العقلية التي يتبناها النخب الحاكمة في الجزائر التي تفترض أن التعاون الإقليمي ممكن فقط إذا أصبحت الدولة عميلة جزائرية تخضع سياستها لأولويات الجزائر و بشرط ان تعاكس مصالح المغرب
Source:هيسبرس,نورثافريكان بوسط